منوعات

“دقة بدقة ولو زدت زاد السّقا”.. حكاية الساقي والمرأة التي أصبحت مثلاً يُضرب إلى يومنا هذا.. فيديو

تركيا رصد // متابعات

“دقة بدقة ولو زدت زاد السّقا”.. حكاية الساقي والمرأة التي أصبحت مثلاً يُضرب إلى يومنا هذا.. فيديو

كما تدين تدان ولا تظن أن الأمر سهل وبسيط ولن يمهلك الله كثيراً حتى يبعث لك من يستوفي منك ما فعلت مهما كنت حريصاً.

يُحكى أن هناك تاجر من مدينة الموصل في شمال العراق ، وهذه القصة وقعت بمطلع القرن الماضي

وذاك التاجر صاحب خلقٍ ودين وإستقامة ، وكثير الإنفاق على أبواب الخير من الفقراء والمعوزين وباني المساجد ومشاريع الخير .

فلما كبرت به السن ، وكان له ولد وبنت ، وكان كثير المال وذائع الصيت ، أراد أن يسلّم تجارته لإبنه ، حيث كان التاجر يشتري من شمال العراق الحبوب والأقمشة وغيرها ويبيعها في الشام ، ويشتري من الشام الزيوت والصابون وغير ذلك ليبيعه في العراق .

وبعد أن جلس مع إبنه وأوصاه وعرّفه بأسماء تجار دمشق الصادقين ، وأوصاه بتقوى الله إذا خرج للسفر ، قال له :

( يا بني ، والله إني ما كشفت ذيلي في حرام ، وما رأى أحدٌ لحمي غير أمّك ، يا بنيّ حافظ على عرض أختك بأن تحافظ على أعراض النّاس ) .

وخرج الشاب في سفره وتجارته ، وباع في دمشق واشترى وربح المال الكثير ، وحمّله تجّار دمشق السلام الحار لأبيه التاجر التقيّ الصالح .

وخلال طريق العودة وقبيل غروب الشمس ، حطّت القافلة رحالها للراحة ، أما الشاب فذهب يحرس تجارته ويرقب الغادي والرائح ..

وإذا بفتاة تمرّ من المكان ، فراح ينظر إليها ، فزيّن له الشيطان فعل السوء ، وهاجت نفسه الأمّارة بالسوء ، فاقترب من الفتاة وحاول أن يمسك يدها بغير إرادتها ،

لكنه سرعان ماانتبه الى فعلته وتيقّظ ضميره ، وتذكّر نظر الله إليه ، ثمّ تذكّر وصية أبيه ، فاستغفر ورجع إلو قافلته نادماً مستغفراً .

أما في الموصل ، وحيث الإبن ما زال في سفره الذي وقع فيه ما وقع ، كان والده في بيته يجلس في علّيته وفي زاوية من زواياها ،

وإذا بساقي الماء الذي كان ينقل إليهم الماء على دابته يطرق الباب الخارجي لفناء البيت ، وكان السّقا رجلاً صالحاً وكبيراً في السن ، واعتاد لسنوات طويلة أن يدخل البيت ، ولم يُرَ منه إلا كلّ خير .

خرجت الفتاة أخت الشاب لتفتح الباب ، ودخل السقا وصبّ الماء في جرار البيت بينما الفتاة عند الباب تنتظر خروجه لتغلق الباب ،

وما أن وصل السقا عند الباب وفي لحظة خاطفة زيّن له الشيطان فعل السوء ، وهاجت نفسه الأمّارة بالسوء فالتفت يميناً وشمالاً ، ثمّ مال الى الفتاة وأمسك يدها ، ثم مضى !

كل هذا والوالد جالس في زاوية من زوايا البيت الواسع يرى ما يجري دون أن يراه السّقا ، وكانت ساعة الصمت الرهيب من الأب ، ثم الإسترجاع أن يقول : ( إنّا لله وإنّا إليه راجعون ) ، ثم يقول : ( لا حول ولا قوّة إلا بالله )

وفكرَّ أنّ هذا السّقا الذي ما فعل هذا في شبابه كيف يفعلها اليوم ؟!

وأدرك أنّما هو دينٌ على أهل البيت ، وأدرك أنّ ابنه قد فعل في سفره فِعلة إستوجبت من أخته السداد .

ولمّا وصل الشاب إلى بلده وبيته ، سلَّم على أبيه وأبلغه سلام تجّار دمشق ، ثم وضع بين يديه أموالاً كثيرة ربحها .

إلا أنّ الصمت كان سيد الموقف ، والبسمة لم تجد لها سبيلاً الى شفاه أبيه ، سوى أنّه قال لإبنه : هل حصل معك في سفرك شيء ؟

فنفى الإبن ، وكرّرها الأب ؟ ثمّ نفى الإبن ، إلى أن قال الأب :

( يا بني ، هل اعتديت على عرض أحد ؟ )

فأدرك الإبن أن حاصلاً قد حصل في البيت ، فما كان منه إلا أن اعترف لأبيه ، ثمّ كان منه البكاء والإستغفار والندم

عندها حدّثه الأب ما حصل مع أخته ، وكيف أنّه أمسك بيد تلك الفتاة بالشام ، فعاقبه الله بأن بعث السقا فأمسك يد أخته ، لأنها كانت دين عليه .

وقال له جملته المشهورة :

( يا بُنيّ ، دقة بدقة ، ولو زدت لزاد السقا )

أي أنّك أمسكت يد تلك الفتاة مرة ، فأمسك السّقا يد أختك مرة ، ولو زدت لزاد ، ولو فعلت أكثر من ذلك لفعل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock