استهلك تسعة أطنان من المعدن.. رجل يأكل كل شيء حرفياً
تركيا رصد // غرائب وعجائب
استهلك تسعة أطنان من المعدن.. رجل يأكل كل شيء حرفياً
يخفي كتاب غينيس للأرقام القياسية الكثير من القصص الرائعة والتي تتصف بغرابتها، وذلك بسبب أن الكثير من الأشخاص يقومون ببعض الأعمال المحيرة حقاً ، وذلك من أجل ينل الشهرة وتحقيق بعض المكاسب..
ليس من الغريب أن تعلم بأن هناك شخصاً شرعاً يتناول كل شي ، أي أن معدته وأمعائه قادرة على طحن وهضم كافة الأطعمة، ولكن هل سبق وأن علمت بأن هناك شخصاً يأكل كل شي حرفياً، حتى المعادن والأخشاب..
ميشيل لوتيتو (1950-2007)، المعروف أيضًا باسم “Monsieur Mangetout”، رجل من أصل فرنسي اشتهر عالميًا بقدراته الغريبة: فقد كان قادرًا على تناول جميع أنواع الأشياء.
لوتيتو وكتاب غينتس للأرقام القياسية
يُذكر لوتيتو باعتباره الشخص الوحيد في التاريخ الذي أكل نعشًـ.ـا كاملاً، لكن هذا لم يكن إنجازه الوحيد الذي لا يُنسى، فـ بين عامي 1959 و1997، تشير التقديرات إلى أن ميشيل لوتيتو استهلك ما يقرب من تسعة أطنان من المعدن.
بالإضافة إلى ذلك، فقد تناول العديد من المواد التي تعتبر سامة، دون أن يتسبب ذلك على ما يبدو في أي مشكلة.
والأكثر غرابة في قصته، أنّه توفِي لأسباب طبيعية في عام 2007، لتبقى قصة ميشيل لوتيتو ومآثره كـ واحدة من أكثر القصص الغريبة التي تم تذكرها في العقود الأخيرة.
من هو ميشيل لوتيتو؟
فنان ولد في 15 يونيو 1950 في غرونوبل، فرنسا، كانت قدرته الرئيسية أنه قادرعلى استهلاك كميات كبيرة من المعادن والمواد المماثلة الأخرى دون أن يمرض.
وبحسب أقواله، في ذروة حياته المهنية، كان قادرًا على استهلاك كيلوغرام واحد من المواد غير الصالحة للأكل يوميًا دون مشاكل.
الموهبة الغريبة
عانى السيد Mangetout من اضطراب في الأكل يعرف باسم “pica”، فهو يشير إلى أولئك الذين يعانون منه يعانون من هوس غريب، مما يؤدي بهم إلى تناول مواد غير مغذية.
يعتقد الباحثون أن الرغبة في تناول مواد كالصخور أو المعادن قد يكون لها علاقة بنقص حاد في العناصر الغذائية في الجسم، لكن ميشيل قرر تحويل مرضه إلى موهبة رئيسية.
وهكذا، بدأ في تناول المعادن وغيرها من المواد المماثلة في عام 1966، وبعد بضعة أشهر بدأ بالفعل في إظهار موهبته علنًا تحت اسمه الفني.
في حياته المهنية، استهلك ميشيل لوتيتو لا يقل عن 18 دراجة، ومئات من شفرات الحلاقة، و15 عربة سوبر ماركت، وسريرين، وزلاجات متعددة، و7 أجهزة تلفزيون.
وجهاز كمبيوتر، و6 ثريات، كما أنه أكل طائرة كاملة، بالطبع، بسبب حجمها، استغرق استهلاك طائرة سيسنا 150 بأكملها وقتًا أطول قليلاً، من 1978 إلى 1980.
على الرغم من أن هذه القائمة قد تكون غير قابلة للتصديق، إلا أنّ هناك وثائق تثبت أن ميشيل تمكن بالفعل من استيعاب جميع الكائنات الموجودة فيها دون أن يمرض.
كيف كان من الممكن أن يفعل؟
بدلاً من محاولة أكل الأشياء التي أكلها في جلسة واحدة، قام أولاً بتقسيمها إلى قطع صغيرة، ثم أكلها ممزوجًا بأطعمته العادية، فمن يستطيع أن يأكل الطائرة في جلسة واحدة؟
كانت التقنية التي اتبعها ميشيل لوتيتو لمعظم حياته كما يلي: أولاً، قام بتحليل الشيء الذي يختاره إلى قطع صغيرة، وخلطها مع طعامه الطبيعي.
ثم تناول كميات كبيرة من الماء والزيت لمنعها من القطع الحادة تضر الحلق أو الجهاز الهضم، ومع ذلك، لا يزال من المستحيل تقريبًا تكرار إنجاز لوتيتو.
فقد أدرك الأطباء الذين درسوه أن عصارته المعدية أقوى بكثير من المعتاد؛ كما كانت جدران بطنه أكثر سمكًا من المعتاد، بحيث أن الأشياء الحادة لا تسبب له أي مشاكل.
من الغريب أن هذه القدرة على تناول أشياء خطرة وغير مغذية كان لها نظير سلبي: فقد عانى ميشيل لوتيتو من انزعاج شديد إذا تناول أطعمة طرية للغاية، مثل الموز أو البيض.
نظرًا لأن مشكلته غير المعتادة أصبحت مهنته، لم يتمكن الفنان الفرنسي أبدًا من حل مشكلة البيكا، لذلك استمر طوال حياته في الشعور بالحاجة إلى تناول أشياء غير مغذية.
على الرغم من أنه في وقت وفاته لم يتم العثور على علاقة مباشرة بين عاداته الفضولية ووفاته، لا يمكن استبعاد أن أسلوبه في الأكل كان له تأثير قوي على ذلك.
وفــ.ـاة ميشيل لوتيتو
كانت مسيرة ميشيل لوتيتو بلا شك واحدة من أكثر المهن غرابةً وإثارة للفضول عبر التاريخ، مما جعله يذكر في كتاب غينيس للأرقام القياسية.
في الواقع، قرر منظمو هذا الكتاب المشهور منحه لوحة تذكارية من النحاس الأصفر تقديراً لحياته الغذائية الغريبة.
توفِي ميشيل لوتيتو في 25 يونيو 2007، بعد عقد تقريبًا من تقاعده من الحياة العامة بعمر ناهز 57 عاماً، دون أن يتأكد الأطباء من وجود أي روابط بين عاداته الغذائية الغريبة ووفاته.