“فابعثوا أحدكم بورقكم”.. هل كانت توجد عملة ورقية في أيام أصحاب الكهف؟
“فابعثوا أحدكم بورقكم”.. هل كانت توجد عملة ورقية في أيام أصحاب الكهف؟
عملة ورقية زمن أصحاب الكهف، الذين استيقظوا من نومهم بعد مئات السنين وأخرجوا نفودهم التي كانت محط جدل فيما بعد.
وبدأت التحاليل عن كلمة “ورق” وسبب ذكرها في القرآن وكيف كانوا يستخدمون عملة ورقية بالرغم من ظهورها في العصر الحديث.
قصة أصحاب الكهف، هي رواية من العصور الوسطى يقال أنها حدثت في زمن الإمبراطور الروماني ديقيانوس،
تتحدث عن فتية تعرَّضوا للاضطهاد بسبب إيمانهم بالله وتركهم لعبادة الأوثان، فهربوا واختبأوا في كهف وناموا لمدة طويلة تقدر بعشرات السنين،
وعندما استيقظوا بأمر الله أرسلوا أحدهم إلى القرية ليحضر لهم الطعام، فلاحظ أنَّ معالم القرية قد تغيَّرت واختلف الناس،
كما أنَّ النقود التي يملكها لم يعد أحد يستخدمها من مئات السنين، فسأله أهل القرية عن حكايته فحكى لهم ما كان.
يعود أقدم نص مكتوب لهذه الرواية إلى الأدب السرياني المسيحي الذي اشتُهر بين القرنين الخامس والسادس الميلادي.
تُعيِّد الكنيسة السريانية لأصحاب الكهف في 24 من شهر أكتوبر من كل عام،
وفي الكنيسة القبطية في يوم 20 من شهر مسرى (الشهر الثاني عشر في التقويم القبطي).
قصة أصحاب الكهف في السلام
لا تختلف الرواية في المصادر الإسلامية كثيرًا عن نظيرتها المسيحية،
باستثناء أن الرواية الإسلامية لم تذكر عدد النائمين داخل الكهف ولا أسمائهم ولا زمان وقوع الحادثة أو مكانها،
ذلك لأن النص القرآني يُركِّز على جوهر القصة والحكمة منها عوضًا عن الخوض في تفاصيل يعتبرها تشتت ذهن القارئ عن المغزى.
تجمع المصادر السريانية كافة بأن موقع الكهف هو على مرتفع يدعى جبل (انكيلوس) في ضواحي مدينة أفسس الواقعة في تركيا اليوم،
وهو ما أيده بعض المؤرخين والمفسرين المسلمين الذين تأثروا بالروايات المسيحية منهم الطبري وابن كثير والزمخشري والمسعودي وغيرهم،
إلا أن البعض الأخر نفى أن يكون موقع الكهف في مدينة (أفسس) مستندين على عدد من الروايات التاريخية،
والتي تثبت أن العديد من الصحابة وقادة الجيوش الإسلامية قد ذكروا أن موقع الكهف يقع في جبل الرقيم بالأردن،
حيث زار الصحابة هذا الموقع وعرفوه، ومنهم الواقدي والصحابي عبادة بن الصامت الذي مر على الكهف في زمن عمر بن الخطاب،
وأيضا معاوية بن أبي سفيان، وكذلك حبيب بن مسلمة وابن عباس قد دخلوا هذا الكهف ورأوا عظام أصحاب الكهف.
كما اكتسبت القصة زخمًا كبيرًا بعد إعلان الأردن رسميًا في عام 1963 امتلاكه للعديد من الأدلة والبراهين،
والتي تثبت أنَّ كهف أصحاب الكهف هو ذلك الواقع في قرية «الرجيب» قرب العاصمة الأردنية عمان،
وهو ما أيَّده مجمع الفقه الإسلامي ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو»،
بالرغم من ادعاء عشرات الدول الأخرى بوجود الكهف على أراضيها.
السؤال : ورد في سورة الكهف قول الله تعالى(فابعثوا احدكم بورقكم هذه ) فهل كانت توجد عملة ورقية في أيام أصحاب الكهف و ما نوع هذه العملة الورقية ؟
وفى سياق السورة قوله الله تعالى (لنتخذن عليهم مسجدا ) اول مسجد بناه النبي صلى الله عليه وسلم. ؟
ما معنى ورقكم المقصودة في الآية
الوَرِق يعني العملة من الفضة، فأرادوا أنْ يرسل اهل الكهف أحدهم بما معهم من ورق ليشتري لهم من المدينة طعاماً؛
أصحاب الكهف بمجرد أن استيقظوا انتهت حالتهم الاستثنائية، وعادوا إلى طبيعتهم
وفي قول الله تعالى: { وَكَذٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا.. } [الكهف: 21]
كما يقيم من أهل الكهف دليلاً على قيام الساعة والبعث بعد الموت، فها أنتم ما زِلْتم على قَيْد الحياة وفي سَعَة الدنيا،
ومع ذلك أنام الله أهل الكهف هذه النَّوْمة الطويلة ثم بعثكم وقد عُثِر عليهم، وما زالت فيهم حياة.
ثم يقول الله تعالى: { إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُواْ ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ.. } [الكهف: 21]
كما حدث هذا التنازع من الجماعة الذين عثروا عليهم،
ويبدو أن اهل المدينة كانوا على مِسْحة من الدين، فأرادوا أنْ يحافظوا على هذه الآية الإلهية، ويصحّ أنهم بمجرد أنْ عثروا عليهم قضى أجلهم فماتوا.
كما أنها مسألة يجب أن يُؤرّخ لها، وأن تخلد؛ لذلك جعلوها مثلاً شَرُوداً للعالم كله لتُعرف قصة هؤلاء الفتية،
الذين ضَحَّـ.ـوْا في سبيل عقيدتهم وفَرُّوا بدينهم من سَعَة الحياة إلى ضيق الكهف؛ ليكون أصاب الكهف مثلاً لكل أهل العقيدة،
كما كانت قصة أصحاب الكهف دليلاً على أن الله تعالى ينصر أهله ويدافع عن المؤمنين به ويُخلِّد ذكراهم إلى قيام الساعة.
بينما قال أهل المدينة لبعض: { ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً.. } [الكهف: 21] أي: مطلق البنيان،
وفي النهاية عارضهم قسم من أهل المدينة بأن البناء يجب أن يكون مسجداً:
{ قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِداً } [الكهف: 21]
ليكون الكهف موضعاً للسجود لله وللعبادة ليتناسب مع هذه الآية العظيمة الخالدة.
