عن طريق الصدفة.. رجل سوري يعثر على كنز من الذهب الخالص يقدر بالمليارات
عن طريق الصدفة.. رجل سوري يعثر على كنز من الذهب الخالص يقدر بالمليارات
جاسم الحاج جبلي، أحد المواطنين في قرية الحجر الأبيض بالقرب من قلعة نجم في منطقة منبج بمحافظة حلب، عثر عن طريق الصدفة على مجموعة من النقود الهيلنستية الذهبية التي تعود إلى فترة الإسكندر الأكبر.
وفقًا لتصريحه، وجد جاسم الحاج جبلي هذه النقود أثناء تسوية أرضه الواقعة غرب القرية بغرض البناء. وأثناء عملية التسوية، لاحظ علامة غريبة على صخرة، فبدأ في استكشاف المنطقة واكتشف علبة برونزية تحتوي على نحو 250 قطعة نقدية ذهبية.
بعد العثور على هذه النقود، قام جاسم بتسليمها إلى الجهات المختصة، والتي بدورها قامت بتسليمها إلى مديرية آثار ومتاحف حلب. يعتبر هذا الإجراء الطبيعي لضمان الحفاظ على الآثار التاريخية وتوثيقها بشكل صحيح.
تاريخ الإسكندر الأكبر يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وهذه النقود الهيلنستية الذهبية تعتبر قطعًا نادرة وقيمة تاريخيًا وثقافيًا. من المتوقع أن تقوم مديرية آثار ومتاحف حلب بدراسة وتحليل هذه النقود وتوثيقها، وقد يتم عرضها في متحف أو معرض للآثار لإظهار قيمتها التاريخية للجمهور والباحثين.
يجب أن يكون العثور على هذه النقود مثيرًا للاهتمام للمجتمع المحلي والباحثين في المجال الأثري، حيث يمكن أن تساهم هذه الاكتشافات في فهمنا للتاريخ والثقافة والعصور القديمة.
و توضح المعلومات التي قدمها الدكتور يوسف كنجو أن العلبة التي تحتوي على النقود لديها غطاء مثبت من طرف واحد بواسطة مسمار وتتميز بنتوءين صغيرين يستخدمان في فتح العلبة وحملها.
وبالنسبة للنقود، هناك فئتين مختلفتين. الفئة الأولى تحتوي على 137 قطعة نقدية ذهبية هلنستية من فئة 4 دراخمات “التيترا دراخما”. وعلى وجه هذه النقود، توجد صورة تمثل الإسكندر الكبير يرتدي جلد الأسد على رأسه، وعلى ظهر النقود يظهر الإله زيوس جالسًا على العرش وممدًّا يده اليمنى ليقف عليها النسر. وهناك أيضًا كتابة بحروف يونانية لاسم الملك الإسكندر على 34 قطعة، وكلمة “الإسكندر” فقط على 81 قطعة، واسم الملك فيليب على 22 قطعة.
أما الفئة الثانية من النقود، فتتكون من 115 قطعة نقدية ذهبية هلنستية من فئة الدراخما، وتحمل نفس الصور الموجودة على القطع الأولى. وعلى هذه القطع النقدية، يتم كتابة اسم الإسكندر بالحروف اليونانية على 100 قطعة، بينما يتم كتابة اسم فيليب على 15 قطعة فقط.
و تعد مدينة حلب من أهم المواقع التاريخية في سوريا وتحتضن العديد من الكنوز الأثرية. ولقد ظهرت آخر المكتشفات في قلعة حلب، وهي من أبرز المعالم السياحية والأثرية في المدينة. المديرية المعنية بالآثار والمتاحف في حلب تعمل جاهدة على إعداد الدراسات الأثرية والتاريخية لتلك المجموعة من النقود التي بلغ وزنها الإجمالي 2800 غرام، وذلك بهدف الحفاظ على قيمتها الأثرية العالية.”
وقد دعا الدكتور يوسف كنجو المواطنين جميعًا إلى التعاون وتسليم أي لقى أثرية يعثرون عليها إلى مديرية آثار ومتاحف حلب. وتتعهد المديرية بمنح المواطن الذي يعثر على لقى أثرية مكافأة تشجيعية تتناسب مع قيمة الأثر المادي وفقًا للمادة 35 من قانون الآثار. وتنص تلك المادة على أنه يحق لأي مواطن الحصول على تعويض يعادل قيمة الأثر الذي عثر عليه.
تعتبر محافظة حلب بشمال سوريا منطقة غنية بالتراث الثقافي والتاريخي. وتحتوي على العديد من المواقع التاريخية المهمة، بما في ذلك قلعتها الشهيرة والتي تعتبر من أبرز المعالم الأثرية في المنطقة. وتعمل المديرية المختصة على متابعة ودراسة آخر المكتشفات والحفاظ على الكنوز الأثرية في تلك المنطقة الثقافية الغنية.”
نشاطات تنقيب وإزالة الأتربة الأثرية في قلعة حلب. يعتبر هذا العمل مهمًا لاستعادة وحماية التراث الثقافي والتاريخي في المنطقة. العثور على 20 قطعة أثرية خلال شهر أغسطس (آب) هو تطور مهم، حيث تعود هذه القطع إلى العصور الإسلامية المختلفة في تاريخ قلعة حلب مثل العصر الأيوبي والمملوكي والعثماني.
تنقيبكم داخل خزان مائي بعمق 8 متر وقطر 6 متر يعتبر مناسبًا للعثور على هذه القطع الأثرية، خاصة إذا كان الخزان يجمع المياه من فترة إلى أخرى. من المعروف أن هذا النمط من الخزانات بشكل قمعي شائع جدًا في سوريا.
إعادة اكتشاف ودراسة القطع الأثرية التي تم العثور عليها تسهم في فهمنا الأعمق للتاريخ والحضارة في قلعة حلب ومنطقة الشام بشكل عام. تعمل هذه الاكتشافات على توثيق تاريخ المنطقة والإسهام في تحليل الثقافة والحضارة التي تزدهرت في هذه المنطقة على مر العصور.
من المهم أن تستمر جهودكم في الحفاظ على هذا التراث الثقافي القيم واتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايته. قد تكون هناك ضوابط وقوانين محلية تحكم عمليات التنقيب والحفاظ على الآثار، ولذلك يجب التأكد من الامتثال لتلك القوانين والاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
