منوعات

حزب الله في حالة انفصام.. ادعاء بالنصر واستجداء لجمع التبرعات

حزب الله في حالة انفصام.. ادعاء بالنصر واستجداء لجمع التبرعات

لم يعد خافياً على أحد أن قيادة حزب الله قد باتت في حالة انفصال كلي عن الواقع المنهار والسخط الشعبي، والدعوات المطالبة بعدم جرّ لبنان لحرب قد تقضي على ما تبقى من بلاد الأرز.

فلم يعد الأمر يقتصر على استفراد قيادة حزب الله بقرار السلم والحرب وتفجير جبهة الجنوب، بل تعدى الأمر للمطالبة _بشكل طوعي مبدئياً_ بتقديم الدعم المالي لشراء المسيرات والصواريخ كي يتمكن الحزب من الاستمرار بتنفيذ المخطط الإيراني على الجبهة اللبنانية.

فرغم حالة الانهيار الاقتصادي الذي أثقل كاهل اللبنانيين بكل أطيافهم، من شمال لبنان إلى جنوبه، وصولاً إلى الدمار شبه الكلي للعديد من قرى الجنوب نتيجة الحرب بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، تنبري الآلة الإعلامية الحربية لحزب الله _وبكل صفاقة_ مطالبة البيئة الحاضنة لحزب الله بتقديم يد العون المالي لتعويض النقص الحاصل في الترسانة العسكرية للحزب.

فتحت عنوان “مسيرة ميسرة، ودعمكم بيوصل متل هالصاروخ”، يريد الإعلام الحربي لحزب الله، أن يضم حاضنته في الداخل اللبناني طوعاً أو كرهاً، لصراعه مع إسرائيل.
لم تتوقف العبثيةالإعلامية لدى حزب الله عند هذا الحد، بل وصل به حد الاستجداء إلى إرسال آلاف الرسائل النصية إلى أرقام هواتف مناصريه، يحثهم فيها أن أدركونا بعد أن غرقنا، فيما أمر قيادة الحزب تائه بين “لو كنت أعلم.. ولم أكن اعلم”.

مع سرد ما سبق، يتضح ان الأمر لا يحمل في طياته إلا أحد احتمالين:

فإما أن حزب الله قد وصل بالفعل لمرحلة من العجز المادي، دفعته لطلب يد العون من حاضنته الشعبية التي تتحمل كل التبعات السلبية لتحركاته داخل وخارج لبنان، ووفقاً لمراقبين فقد بلغ السيل الزبى.

وإما أن الحزب قد أقلقته حقاً الأصوات المنادية من داخل بيئته ومن كل لبنان، بأن لبنان لا يريد الحرب، فأراد بذلك شد العصب الطائفي والمناطقي، من خلال حملة إعلامية ممنهجة.

لكن المفاجأة كانت في انقلاب السحر على الساحر، فالاستياء وعدم الرضا يتصدران الرأي العام لدى حاضنة الثنائي الشيعي، فمن جر لبنان لحرب لم تقدم أي خير للجنوب ولا لغزة، إلى نزوح عشرات الآلاف من أهالي قرى الجنوب اللبناني، إضافة لتدمير مئات المنازل واحتراق آلاف الدونمات الزراعية، ودمار البنية التحتية، كل ذلك ينذر حزب الله بأنه قد تجاوز هذه المرة جميع الخطوط الحمراء التي تمس واقع ومستقبل حاضنته وكل اللبنانيين، فساعة الغضب قد اقتربت، وقابل الأيام مليء بالمفاجآت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock