ابن الجولان ومخرج الروائع الخالدة…ترك بصمة لاتمحى في تاريخ الدراما السورية والعربية..كان وداعه وداع أيقونة دخلت كل البيوت .. محطات من حياةالفنان الراحل “حاتم علي” (فيديو)
تركيا رصد//منوعات
ابن الجولان ومخرج الروائع الخالدة…ترك بصمة لاتمحى في تاريخ الدراما السورية والعربية..كان وداعه وداع أيقونة دخلت كل البيوت .. محطات من حياةالفنان الراحل “حاتم علي”(فيديو)
حل خبر وفاة المخرج السوري الكبير، حاتم علي، كالصاعقة، على الوسط الفني في العالم العربي كافة، ولدى المشاهدين العرب الذين تعلّقوا، منذ سنوات بأعماله التي غطت المنطقة العربية.
أدمى قلوب عارفيه محبيه محطات برحيله ، رحل وترك لنا اعمالا وبصمات كانت ومازالت وستبقى راسخة في كل بيت وقلب ونفس.
انتصر علي، لتاريخ العرب، في أعماله، المعاصر منه، كالتغريبة الفلسطينية، والسابق، كمجمل أعماله التاريخية، وأصبح “الأكثر اهتماما” بقضايا الساحة العربية ”
ومن أشدهم إتقاناً لفنه واحتراما لجمهوره” شهادة من أحد كبار الفنانين العرب، نبيل الحلفاوي، والذي نعاه متقدما بالعزاء للجميع، أهله ومحبّيه، وجمهوره، وللفنانين السوريين.
بدأت شهرته من الزير سالم ورحيله نهاية 2020 سبب الحزن بالوسط الفني.. قصة حاتم علي الفنان بدرجة مبدع تمثيلاً وإخراجاً وتأليفاً
نشأته وحياته الأسرية
وُلد الفنان حاتم علي في 2 حزيران/ يونيو عام 1962، في الجولان السوري، ثم نزح مع عائلته من الجولان وسكن أطراف مخيم اليرموك في العاصمة السورية دمشق، وهناك جربت العائلة ضيق العيش وصعوبات الحياة.
درس علي في مدارس دمشق حتى حصل على شهادة الثانوية العامة “البكالوريا”، ثم التحقت بجامعة دمشق/ كلية الآداب/ قسم الفلسفة، وبعد التخرج التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه عام 1986.
عُرف عن علي ثقافته الشديدة، فهو قارئ نهم ويمتلك موهبة الكتابة، حيث بدأ حياته بالكتابة المسرحية وكتابة النصوص الدرامية والقصص القصيرة، وفي فترة متقدمة من حياته استطاع أن ينشر مجموعتين قصصيتين.
جدير بالذكر أن كتاب” الاستبداد المفرح” للكاتب فجر يعقوب ابن مخيم اليرموك، هو حوارات مع حاتم علي امتدت لأربع سنوات، وهي فكرة طرحها عليه الفنان جمال سليمان في أحد حواراتهما في مقهى الروضة في دمشق.
بداية الفنان حاتم علي الفنية
بدأ الفنان حاتم علي حياته الفنية كممثل مع المخرج هيثم حقي في مسلسل دائرة النار عام 1988، ثم توالت مشاركاته في الأعمال الدرامية في السينما والمسرح والتليفزيون.
في التسعينيات، شارك علي كممثل في عدد من المسلسلات، نذكر منها: الزاحفون، هجرة القلوب إلى القلوب، كهف المغاريب، سحبان السرحان، الخشخاش، النار والفرقة، السيرة العربية، أبو كامل، موزاييك
توجه إلى الإخراج التلفزيوني في منتصف التسعينات، حيث قدم عدد كبير من الأفلام التلفزيونية الروائية الطويلة وعدد من الثلاثيات والسباعيات، وفي مرحلة متقدمة قدم مجموعة هامة من المسلسلات الاجتماعية والتاريخية.
من أهم ما قدمه المخرج الراحل مسلسل الزير سالم، والذي يُعد نقطة تحول في مسيرته الإخراجية، كذلك الرباعية الأندلسية: صقر قريش، ربيع قرطبة، ملوك الطوائف، بينما ظل مسلسل سقوط غرناطة مشروعًا مؤجلًا.
وتوجه حاتم إلى الإخراج التلفزيوني في منتصف التسعينات، حيث قدم عدد كبير من الأفلام التلفزيونية الروائية الطويلة وعدد من الثلاثيات والسباعيات
وفي مرحلة متقدمة قدم مجموعة هامة من المسلسلات الاجتماعية والتاريخية ومن أهم ما قدمه مسلسل الزير سالم والذي يُعد نقطة تحول في مسيرة هذا الفنان.
كذلك الرباعية الأندلسية. وقد تم دبلجة مسلسله صلاح الدين الأيوبي وعرضه في ماليزيا وتركيا واليمن والصومال.
محطات فارقة
تأثيرات علي على الدراما السورية والمصرية خاصة والعربية بشكل عام كانت واضحة، فهو مخرج متطور ونابغ استطاع منذ دخوله عالم الإخراج أن يحفر مكانة واضحة وسط أقرانه، وأن يكون صوتا مختلفا في توقيت كان الاختلاف نقمة أكثر منه نعمة.
البداية في بلده الأم، وقد أثبت نفسه ممثلا بدأ على استحياء عن طريق السهرات التلفزيونية التي جعلته قريبا من قلوب المشاهدين أعقبها بتعاون ناجح لمواسم المسلسل السوري الشهير “مرايا” مع النجم ياسر العظمة، فأخرج موسمين من المسلسل الشهير والذي يحمل نبرة تهكمية وناقدة للمجتمع.
لم يكتف صاحبنا بهذا القدر ولكنه استمر في النبرة الناقدة للمجتمع، فقام بإخراج مسلسل “عائلتي وأنا” لدريد لحام ومسلسل “الفصول الأربعة” بجزئيه من تأليف زوجته دلع الرحبي وبطولة خالد تاجا وهالة شوكت وجمال سليمان.
إنجازات حاتم علي
لحاتم علي مجموعتين قصصيتين هما: ما حدث وما لم يحدث، وموت مدرس التاريخ العجوز. أما على صعيد عمله في كتابة النصوص الدرامية فقد ألف فيلم “زائر الليل” الذي أخرجه محمد بدر خان كما كتب مسلسل “القلاع” الذي أخرجه مأمون البني
وألف فيلم تلفزيوني بعنوان “الحصان” أخرجه بنفسه. وشارك في كتابة فيلم “آخر الليل” مع الكاتب عبد المجيد حيدر وحصل من خلاله على أول جوائزه كمخرج من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عام 1996.
وفي عالم المسرح كتب حاتم علي ثلاث مسرحيات بالتعاون مع المخرج المسرحي زيناتي قدسية بعنوان الحصار.
كما كتب مسرحية “حكاية مسعود” التي أخرجها زيناتي قدسية لصالح فرقة القنيطرة. أما أعماله المسرحية التي كتبها فهي: “مات 3 مرات” عام 1996، و”البارحة- اليوم- وغدًا” عام 1998، و”أهل الهوى” عام 2003.
حاتم علي الممثل
أدى حاتم علي أدوارًا تلفزيونية ما زالت عالقة في ذاكرة المشاهد العربي في الكثير من الأعمال وقد وصل عددها إلى 23 عملًا تلفزيونيًا
وكان أهمها “هجرة القلوب إلى القلوب” عام 1990 للمخرج هيثم حقي. و”الخشخاش” عام 1992 لبسام الملا. و”قصة حب عادية جدًا” عام 1993 لمحمد عزيزية.
و”الجـ.ـوارح” عام 1994 لنجدة اسماعيل أنزور(فنتازيا تاريخية) و”العبابيد” عام 1996 لبسام الملا.
ومن الأدوار التي برز فيها دوره في “التغريبة الفلسطينية” عام 2004 وكان المسلسل من إخراجه.
وفي عامي 2015، 2016 شارك في مسلسل “العراب” بجزئيه “نادي الشرق” و”تحت الحزام” وكان المسلسل من إخراجه.
أعماله السينمائية
له عدة أعمال سينمائية منها فيلم “العشاق”، وهو فيلم روائي طويل مقتبس عن مسلسل أحلام كبيرة
وأنتجته سوريا الدولية للإنتاج الفني عام 2005، وفيلم “شغف” وهو فيلم قصير من إنتاج المؤسسة العامة للسينما.
وأيضًا فيلم “سيلينا” عام 2009 وهو مقتبس عن مسرحية هالة والملك للسيدة فيروز والأخوين رحباني، الفيلم من بطولة المغنية ميريام فارس وإنتاج نادر الأتاسي.
وفيلم “الليل الطويل” وهو فيلم روائي طويل عن نص لهيثم حقي وهو من إنتاج Reel Films .
عمله كمنتج
أنتج علي العديد من المسلسلات والأفلام منها: فيلم “علاقات شائكة” عام 2006 وهو من إخراج عمرو علي، ومسلسل “طوق الياسمين” عام 2008 وهو من إخراج علي محي الدين علي.
وفيلم “8 ملم ديجيتال” عام 208 وهو من إخراج عمرو علي، وفيلم “ميكي ماوس” عام 2009 من إخراج عمرو علي.
كما أعلن علي رسميًا في 25 كانون الأول/ ديسمبر عام 2007 افتتاح شركته صورة للإنتاج الفني التي بدأت أول إنتاجاتها مع مسلسل “صـ.ـراع على الرمال”.
مخرج تلفزيوني
أخرج حاتم علي عددًا كبيرًا جدًا من الأعمال التلفزيونية، وله بصمة واضحة على صعيد الوطن العربي في إخراجه للتلفزيون مسلسلات تاريخية غاية في الضخامة منها “صلاح الدين الأيوبي” عام 2001
و”صقر قريش” عام 2002 و”ربيع قرطبة” 2003، و”ملوك الطوائف” عام 2005، و”الملك فاروق” عام 2007 ، و”عمر” عام 2012.
ويكفي أن يوجد مخطط مزمع بعمل تلفزيوني تاريخي ضخم حتى تسارع وسائل الإعلام بنسبته إلى حاتم علي، علما أنه نفى نيته إخراج العديد منها.
كان لحاتم علي نصيبه الوافر من الجوائز نذكر منها:
أفضل مخرج من مهرجان القاهرة للإعلام العربي عن مسلسل الملك فاروق.
وجائزة أفضل مخرج من مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون عن فيلم آخر الليل1996.
أفضل مخرج من مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون عن مسلسل سفر 1997.
كما حقق ذهبية مهرجان البحرين عن مسلسل الزير سالم 2000، وغيرها الكثير من الجوائز.
فجع الوطن العربي اليوم الثلاثاء، الموافق 29/ ديسمبر/ 2020، بوفاة الفنان المبدع حاتم علي عن عمرٍ يناهز 58 عامًا، وقد كانت وفاته صدمة موجعة لمحبيه،
خاصةً وأنه لا يعاني من أي أمراضٍ مزمنة، بل أصيب بأزمة قلبية مفاجئة، فارق الحياة على إثرها أثناء وجوده في مصر.
غاب حدث وفاة المخرج السوري عن تغطية الإعلام الرسمي السوري بشكل شبه تام عبر منصاته الإلكترونية الرسمية، خصوصًا المختصة بالأخبار الفنية والثقافية،
ولم تأخذ وفاته ذلك الاهتمام خلال البث المباشر عبر التلفزيون السوري الحكومي، أو عبر موقع وزارة الإعلام الإلكتروني الرسمي.
واكتفت كل من وزارة الإعلام الرسمية ووكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) وقناة “سما” الفضائية الموالية للنظام السوري بنشر خبر عن وفاة حاتم علي
بصياغة موحدة مفادها أن حاتم علي توفي في مدينة القاهرة بسبب أزمة قلبية، بالإضافة إلى ذكر معلومات عامة عن المخرج، دون التنويه إلى أنه فُصل من “نقابة الفنانين السوريين” لأسباب سياسية.