أفشل المحاولة الانقـ.ـلابية في تركيا وأنقذ شعبه من التفكك.. ما لا تعرفه عن ذئب الأناضول والرجل المخضرم “حقان فيدان”
رصد بالعربي – متابعات
أفشل المحاولة الانقـ.ـلابية في تركيا وأنقذ شعبه من التفكك.. ما لا تعرفه عن ذئب الأناضول والرجل المخضرم “حقان فيدان”
يعتبره الأتراك من رجال تركيا العظماء تقلد مـ.ـناصب مهمة كثيرة منذ عام 2003 وهو من المقـ.ـربين إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فمن هو حقـ.ـان فيدان؟
“حقان فيدان” رجل أكاديمي بامتياز حيث درس في الأكاديمية الحربية البرية ودرس أيضا العلوم السياسية والإدارة في احد جامعات الولايات المتحدة. وتلقى تكوينا أكاديميا وعمل في منظمات دولية مختلفة، واختير عام 2010 ليرأس جهـ.ـاز المخـ.ـابـ.ـرات العامة التركية بدعم من رجب طيب أردوغان.
كما يحتفظ له الأتراك بصورة ناصعة خلال عمله الذي حقق فيه نجاحات متعددة لعل أبرزها إفشال انقـ.ـلاب 15 يوليو/تموز 2016.
المولد والنشأة
ولد “حقان فيدان” عام 1968 في العاصمة التركية أنقرة.
الدراسة والتكوين
درس “حقان” في الأكاديمية الحربية البرية، وتخرج عام 1986, وخلال مهمة له في لولايات المتحدة الأميركية، حصل حقان على الباكالوريوس من جامعة ميلاند في العلوم السياسية والإدارة.
كما حصل أيضاً على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة “بيلكنت”.
وكانت أطروحته حول نظام الاستخـ.ـبارات التركي والأميركي والبريطاني، وأبرز فيها حـ.ـاجة تركيا إلى شبكة استخـ.ـبارية خارجية قوية.
وقد نال درجة الدكتوراه عام 2006 من جامعة “بيلكنت”، وكان موضوعها حولها استـ.ـخدام تكنولوجيا المعلومات في التحقق.
الوظائف والمسؤوليات
عين حقان فيدان رقيبا في القـ.ـوات المـ.ـسلـ.ـحة التركية، كما عمل فني حواسيب داخل القـ.ـوات البـ.ـرية التركية, وشغل منصب مستشار اقتصادي وسياسي في سفارة تركيا بأستراليا.
وترأس عام 2003 وكالة التنمية والتنسيق التركية, وعمل حقان فيدان أيضا مستشارا لأحمد داود أوغلو خلال عمله وزيرا للخارجية.
عين حقان عام 2007 نائبا لمستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن الدولي والسياسة الخارجية، وفي السنة نفسها اختير عضوا بالمجلس الإداري للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
التجربة بالمخـ.ـابرات
عين حقان فيدان في 17 أبريل/نيسان 2009 نائبا لرئيس الاستـ.ـخبـ.ـارات التركية “إيمره انير”، وعندما تقاعد هذا الأخير بدأ “حقان” مساره رئيسًا للمـ.ـخابـ.ـرات في 27 من مايو/أيار 2010، وعمره آنذاك 42 عاما.
كما اشتهر بعلاقته الطيبة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعمل على تجميع أجهزة المخـ.ـابرات في الخارجية والأمـ.ـن والجيـ.ـش تحت راية واحدة هي راية المـ.ـخابـ.ـرات العـ.ـامة.
غير أنه فاجأ الجميع في فبراير/شباط 2015 بتقديم استقـ.ـالـ.ـته من منصبه “بغـ.ـرض الترشـ.ـح للانتخابات البرلمانية”.
هذا الأمر أثار انزعاج الرئيس أردوغان الذي أعلن أنه عين “حقان” في منصبه لاقتـ.ـناعه بكفاءته في إدارة الجهاز بقـ.ـوة واقتـ.ـدار، وعليه أن لا يغادره ويتجه نحو العمل السياسي.
وقد رأى محللون أتراك وقتها أن تشبث أردوغان “بحقان” في منصبه يعني أن الأمر ضـ.ـروري جدا لتحقيق الاستقرار في البلاد.
خاصة وسط التحديات التي تطرحها المعـ.ـارك المستمرة مع حزب العمال الكـ.ـردستـ.ـاني، والنزاع مع جماعة غولن، والأحداث والتفـ.ـجيـ.ـرات التي تضـ.ـرب تركيا.
وبعد ذلك بشهر سحب حقان ترشحه للبرلمان في 9 مارس/آذار 2015 ليتم تعيينه مجددا على رأس جهـ.ـاز الاستـ.ـخبـ.ـارات التركية، ويبقى من الأعمدة الرئيسية لنظام أردوغان.
وظهرت جهود حقان فيدان البارزة في كشف ما يعرف بـ”التنظيم الموازي”، التابع لجماعة غولن التي يقـ.ـودها مؤسسها فتح الله غولن المقيم في بنسلفانيا بأميكا.
وقد اتهم غولن وجماعته بالتـ.ـورط في محاولات لزعزعة استقرار البلاد كان آخرها محاولة انقلاب 15 يوليو/تموز 2016 الفاشلة.
لكن دوره الأبرز الذي أكد صحة قرار أردوغان التشبث به في منصبه، هو قيادة جـ.ـهاز المخـ.ـابرات -إلى جانب قوى رسمية وشعبية أخرى- في إفشـ.ـال انقـ.ـلاب 15 يوليو/تموز 2016.
ففي ذلك اليوم تحركت قوات ضخمة بتخطيط من “محرم كوسي” المستشار القانوني لرئيس الأركان “خلوصي آكار”، ودعم من ضبـ.ـاط آخرين بعضهم من ذوي الرتب الرفيعة، لمحاولة الإطاحة بنظام الرئيس أردوغان.
وأغلقوا جسر البوسفور، وأصدروا أوامر بتحليق مروحـ.ـيات عسـ.ـكرية في سماء أنقرة، كما سيطـ.ـروا على قناة تي آر تي الرسمية.
وبثوا البيان الأول الذي تعهدوا فيه بإصدار دستور جديد، وإنشاء مجلس سلام يدير الحكم في البلاد.
غير أن الجهد الكبير الذي قامت به المخـ.ـابـ.ـرات العامة، وكذلك قيـ.ـادات الجـ.ـيش إلى جانب الرئاسة والحكـ.ـومة، وخروج الجماهير إلى الشارع رفضا لما جرى أفشـ.ـل الانقـ.ـلاب.
وقامت أجهـ.ـزة الأمـ.ـن باعتـ.ـقـ.ـال آلاف ممن يقفون خلـ.ـف الانقـ.ـلاب ويدعمـ.ـونه في شتى مفاصل الدولة.
مجريات الأحداث
حدث هذا في تمام الساعة الثالثة إلا الربع من ظهر يوم الجمعة 15 يوليو/تموز 2016
حيث قام طيار برتبة رائد يدعى أ.هـ ويعمل في قيادة الطيران البري بالقدوم لمبنى منظمة الاستـ.ـخبارات القـ.ـومية، وأخبر بمعلومة مفادها أن هناك طائرة مروحـ.ـية ستقوم بتنفيذ هجـ.ـوم جـ.ـوي على مبنى منظـ.ـمة الاستخـ.ـبارات القـ.ـومية.
وفي التحقيق العاجل الذي قام به موظفو الاستخـ.ـبارات مع الرائد أ.هـ، قال لهم أنه “تم إعطاء مهمة لخـ.ـطـ.ـف حقان فيدان.
تم مشاركة المعلومة مع حقان فيدان رئيس منظمة الاستـ.ـخـ.ـبارات القـ.ـومية في لحظة إعطـ.ـاء الرائد لها.
تمّ تقييم المعلومة التي وصلتهم من منظمة الاستخـ.ـبارات القـ.ـوميـ.ـة في الساعة الرابعة من يوم الجمعة 15 يوليو/تموز 2016 في مقرّ رئاسة الأركان.
كان هذا بحضور رئيس الأركان، قائد القـ.ـوات البرية، ورئيس الأركان الثاني، وجاء حقان فيدان رئيس منظمة الاسـ.ـتخـ.ـبارات القومية لمبنى المقرّ في الساعة السادسة والنـ.ـصف.
وشارك حقان فيدان رئيس منظمة الاستـ.ـخبارات القـ.ـومية في الاجتماع الذي استمرّ حتى الساعة 07:20.وحسب البيان الرسميّ الذي قامت به رئاسة الأركان حينها
فيدان ينجو بعشرين دقيقة
بحسب الأقـ.ـوال التي أدلى بها إلهان تالو الموظف السابق في رئاسة الأركان والذي تم القبـ.ـض عليه بعد محـ.ـاولة انقـ.ـلاب منظمة غولن الإرهـ.ـابيـ.ـة،
فإن هاقان فيدان رئيس منظمة الاستـ.ـخبارات القومية قد ظلّ في مقر رئاسة الأركـ.ـان حتى الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم 15 يوليو/تموز، وأنّه نجا من أيدي الإنقـ.ـلابيـ.ـين بخـ.ـروجه قبل هجـ.ـومـ.ـهم بعشرين دقيقة.
تم التبـ.ـكير بتوقيت بدء محاولة الانقـ.ـلاب التي كان من المخطّط لها أن تبدأ في الساعة الثالثة فجراً بسبب فكّ شفـ.ـرتها. وكان مبنى منظّمة الاستخـ.ـبارات واحداً من أكثر الأماكن التي شـ.ـهدت صـ.ـدامـ.ـات.
اشتـ.ـبكـ.ـنا حتى الصباح
حدث حوار بين حقان فيدان الذي كان متواجداً في رئاسة الوزراء يوم السبت 16 يوليو/تموز وسربيل شفيقجان ممثل صحيفة ملييت في أنقرة،
جاء فيه: “أجاب رئيس منظمة الاستـ.ـخبـ.ـارات القـ.ـومية على السؤال “كيف كانت ليلة الأمس؟” قائلاً “اشتـ.ـبكنا حتى الصباح”.
وقال أننا وصلنا لمرادنا في نهاية الاشـ.ـتباك, حيث قال فيدان “العملية الممـ.ـنهجة انتـ.ـهت”، وأوضح أنهم قاموا بـ”عمـ.ـليات نقـ.ـطية”.
قام رئيس الجمهورية أردوغان بلقاء رئيس منظمة الاستـ.ـخبـ.ـارات القـ.ـومـ.ـية حقان فيدان لأول مرة بعد محـ.ـاولة انقـ.ـلاب 15 يوليو/تموز في يوم 22 يوليو/تموز في مجمع رئاسة الوزراء.