تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ التعليم على مستوى العالم.. مدير مدرسة يبعث رسالة مؤثرة لأهالي طلابه.. شاهد
تركيا رصد // متابعات
تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ التعليم على مستوى العالم.. مدير مدرسة يبعث رسالة مؤثرة لأهالي طلابه.. شاهد
فترة الامتحانات فترة مرهقة للطلاب وللوالدين أيضاً، فمن منا لا يرغب في رؤية طفله يحصل على درجة ممتاز في الامتحان والاجتهاد الدائم للحصول على منحة دراسية في جامعة محترمة؟
بالمقابل؛ يجب على كل والد ووالدة أن لا يحملوا أطفالهم جهداً أكبر من طاقاتهم، ولا ينسوا أن لكل طفل شخصية وميول خاصة به،
وهذا ما قاله مؤخراً زبير أحمد خان، مدير المدرسة الهندية الدولية في الدمام بالمملكة العربية السعودية، في خطاب وجهه لأولياء أمور طلابه، ذاكراً فيه أنه لا يتعين على الطلاب تقديم أداء جيد في كل مادة لكي يحققوا النجاح في حياتهم.
إليكم نص خطابه هذا:
أعزائي أولياء أمور الطلبة: تحية من المدرسة الهندية الدولية في دمام.
إن الامتحانات على الأبواب، وأعلم أنكم حريصون على أن يقدم أطفالكم امتحاناً جيداً، ولكن أرجوكم تذكروا أنه من بين الطلاب الذين سيخضعون للامتحان هناك فنان ليس بحاجة لفهم الرياضيات، وهناك رجل أعمال لا يهتم بالتاريخ والأدب الإنجليزي، وهناك موسيقيون لن تهمهم الكيمياء، وهناك رياضيون لياقتهم البدنية أهم من الفيزياء.
أما في حال حصل أولادكم على أعلى الدرجات فهذا لأمر عظيم! ولكن إن لم يحصلوا عليها أرجو منكم ألا تسلبوهم كرامتهم وتقللوا من ثقتهم بأنفسهم، أخبروهم أنه لا بأس وأنه مجرد اختبار، أخبروهم أنكم تحبونهم وأنكم سوف لن تحكموا عليهم من درجاتهم.
أرجو منكم القيام بذلك وأؤكد لكم أنكم سترون أطفالكم يغزون العالم، فنتيجة متدنية أو امتحان واحد لن يغير من أحلامهم ومواهبهم، وأخيراً أتمنى أن تعلموا أن الأطباء والمهندسين ليسوا الوحيدين السعداء في حياتهم.
كما قال زبير أحمد خان: ”بصفتي مدير المدرسة الهندية الدولية في الدمام، يسعدني أن معايير المدرسة تتوافق مع قيمي الشخصية التي تركز على أهمية الاحترام والثقة والابتكار والروح الاجتماعية…فبهذه القيم القوية سنبني مستقبلاً يركز على نوعية الحياة المدرسية، وخاصة بالأمور التي تصب في مصلحة طلابنا“.
كما قام زبير بتذكير أولياء الأمور بكلمات عالمة الأنثروبولوجيا الثقافية (مارغريت ميد): ”علينا أن نعلم أطفالنا كيف يفكرون، وليس ما يفكرون فيه“. ولتطبيق هذا في مدرسته، قام زبير بالتشجيع على اتباع نهج متكامل يمكن وصفه بأنه ”يحفز الضعفاء، ويعالج طلاب المستوى المتوسط، ويتحدى الموهوبين“.
وأضاف زبير: ”الطلاب الذين ينشؤون في بيئة كهذه سيكبرون ليصبحوا أشخاصاً مسؤولين ومتوازنين وناضجين وقادرين على المساهمة في دعم محيطهم سواء في المنزل أو في المدرسة،
والأهل هم المسؤولون عن قولبة مستقبل أطفالهم، فدعمهم المستمر لهم يُمكننا من تقديم المزيد والمزيد، وأنا أعرب عن امتناني لهم لإيمانهم بقدراتنا التعليمية“.
كانت ردود الأفعال إيجابية جدا حول خطاب زبير أحمد خان، فقال أحد المعلقين بعد الاطلاع على الرسالة: ”بالنسبة لي كمواطن هندي، أعتقد أننا بأمس الحاجة لتطبيق هذه المبادئ في مجتمعاتنا نظراً للضغط الكبير الذي يواجهه الطلاب ليصبحوا أطباء ومهندسين“،
وأضاف آخر: ”إن محاولة تحقيق آمال وأحلام أسرتك أمر بغاية القسوة، لذلك فإن الدعم العائلي الإيجابي قادر على إنقاذ حياة الطلبة“، وأضاف: ”علينا الثناء على المجهود وليس على النتائج، فالجهد الذي يبذله الشخص لتحقيق أفضل ما لديه أهم بكثير من الدرجات التي يحققها“.
وقال متابع آخر: ”قد يحتاج الفنان لكل من التاريخ واللغة الإنجليزية، في الواقع لست من أكبر المعجبين بهاتين المادتين ولكن التعلم من الماضي والقدرة على التواصل أمران مهمان في مجال الأعمال“.
وعبر آخر متذكراً ماضيه في مقاعد الدراسة: ”كنت أفشل دائماً في مادة الجبر عندما كنت صغيراً، اعتقد والدي أنني لست جيداً في الرياضيات ولكن في الواقع مدرسي لم يكن جيداً، لذلك غيرت الفصل والآن لدي شهادة في العلوم“.