منوعات

هل سمعت بقصة “ريتشارد ميسون” الذي أنجب ثلاثة أبناء على مدى 20 عاماً واكتشف في النهاية أنه عقيم!

هل سمعت بقصة “ريتشارد ميسون” الذي أنجب ثلاثة أبناء على مدى 20 عاماً واكتشف في النهاية أنه عقيم!

هذه مأ.ساة المليونير البريطاني، ريتشارد ميسون، الذي بدأ حياته منذ أن كان في عمر المراهقة، ١٨ عاما، وقام بتأسيس عدد من الشركات الصغيرة تحولت على مدار ٣٠ عاما إلى إمبراطورية تجارية هائلة.

كان ريتشارد مشهورًا بشخصيته الجذابة وحسن تعامله مع موظفيه. لكن رغم ازدهار حياته العملية، كان الوضع مختلفًا، تمامًا على مستوى حياته الشخصية.

عاش سعيدًا مع زوجته، لمدة ٢٠ عامًا، أنجبا خلالها ثلاثة أطفال، وفجأة اكتشف الكارثة، إنه عقيم ولا ينجب.

كان ريتشارد يهتم بأطفاله كثيرًا، فقد كانوا بالنسبة له أهم شيء في حياته.

لكن نقطة ضعفه الوحيدة، كانت سماحته وأنه لا يغضب أبدًا، بالطبع قد يعتبر الكثيرون هذه الصفات فضائل ونقاط قوة، لكن هذا لا ينطبق على حالة ريتشارد.

فحياته كانت مليئة بأحداث أغرب من الخيال تصل إلي مأساة مليونير، حيث رُزق ريتشارد من زوجته كيت بثلاثة أولاد: توأمان إد وجويل، وأخوهما الأكبر ويل.

وبدأت مأساة المليونير، في عام 2008، صُدم التوأمان وويل حين أخبرهم والديهم بنيتهما في الطلاق. كان القرار صعبا وشاقا على الجميع، لكن الزوجين انفصلا بالفعل وأتما إجراءات طلاقهما.

ومن هنا بدأت الأحداث الغريبة.. زادت الأمور تعقيدًا، حين بدأت كيت في مطالبة ريتشارد بمبالغ كبيرة من المال. فقد شعر الأولاد بالانقسام، ولم يعرفوا أيًا من والديهما يجب أن يدعموا موقفه. حتى إنهم في بعض الأحيان كانوا يشعرون بأن عليهم ألا ينحازوا لأي من الطرفين.

أرادت كيت تلقي النقود من ريتشارد على فترات، حتى بلغ إجمالي ما دفعه لها حوالي 5 ملايين جنيه إسترليني! وكانت المطالبة بهذه الأموال حقا مكفولا لها في أحد بنود وثيقة الطلاق، التي وقعت عليها مع ريتشارد.

لكن لماذا احتاجت كيت لكل هذه النقود؟

كان هذا المبلغ، الذي وصل إلى 5 ملايين جنيه إسترليني مخصصا لتكاليف تعليم الأولاد، من بين أمور أخرى، حيث كان ثلاثتهم يدرسون في مدارس خاصة باهظة التكاليف.

كان ريتشارد يتساءل عما تحتاجه كيت غير ذلك، وظن أنها تسعى فقط للحصول على المزيد من المال لتعيش حياة مترفة دون قلق.

لكن حياة زوجته السابقة كانت مليئة بأسرار لم يكن ليتخيلها.

اكتشف ريتشارد أكبر سر في حياة كيت عام 2016، وكان قد مر على انفصاله عنها ثماني سنوات في ذلك الوقت.

يبدو أن كيت كانت تعيش بشخصية مزدوجة طوال فترة حياتها مع ريتشارد، والسنوات التي تلت انفصالها عنه. لكنه لم يكتشف سرها، سوى حين اضطر لزيارة الطبيب لإجراء فحص روتيني. فقد ظن طوال هذه السنوات، أن كيت تسعى فقط للحصول على أمواله.

لكنه لم يعرف أنها كانت تخونه أيضًا…

كان ريتشارد قد زار طبيبه، بعد أن أتم عامه الخامس والخمسين، لإجراء فحص روتيني، ولم تكن هذه أول مرة، فقد كان يُجري هذه الفحوصات بشكل دوري لأنه يعاني من مشاكل صحية منذ سن مبكرة.

بدأ الطبيب حديثه بالتأكيد على أن حالة ريتشارد الصحية جيدة، وأنه لن يضطر لزيارة الطبيب مرة أخرى لفترة من الوقت. هذه البداية جعلت ريتشارد يتوقع أن جلسته مع الطبيب لن تطول، لكن الأمور سارت على نحو مختلف قليلًا.

لقد طلب الطبيب إجراء فحوصات إضافية.. الفحوصات الأخيرة كشفت عن معلومة غريبة لم يستطع ريتشارد تصديقها. فتحاليله تقول إنه غير قادر على الإنجاب!

التفت ريتشارد للطبيب وقال: “لا بد أن نتيجة الفحص خاطئة، فأنا لدي ثلاثة أولاد من زوجتي السابقة، ألا يمكن إعادة الفحص؟”.

لكن الطبيب كان متأكدًا من النتائج.

كانت أخت ريتشارد تعاني هي الأخرى من مشاكل صحية، لذا كان من المحتمل أن يكون ريتشارد قد ورث معها بعض الأمراض من والديهما.

كما أنها قد حذرته قبل سنوات ونصحته بإجراء الفحوصات اللازمة للاطمئنان على صحته، لكنه كان عنيدًا للغاية في ذلك الوقت، وبمرور السنوات، كان ريتشارد قد رُزق بثلاثة أولاد بالفعل من زوجته السابقة، مما أكد له إنه لم يرث هذه المشاكل الصحية.

هل يمكن ألا يكون هؤلاء الأولاد أبناءه؟

قال ريتشارد خلال أحد اللقاءات إنه كان متأكدًا من أن طبيبه مخطئ. وبالطبع أثار ذلك استياء الطبيب، فرد عليه قائلًا: “إن لم تكن واثقا بتشخيصي، فمن الأفضل أن تستشير طبيبا آخر. لكن لا تعد إليّ بعدها!”.

وأدرك ريتشارد بعدها أن زوجته السابقة كانت تكذب عليه طوال هذه السنوات.

كان لا بد أن تفسر كيت ما حدث، ولم يخطر ببال ريتشارد أبدًا أن زوجته السابقة كانت تخونه، حتى سمع هذا الخبر الصادم. فحين تجمعك علاقة سعيدة وجيدة بشريك حياتك، لا يوجد أبدًا ما يدعو للخيانة!

لكن بعدما أصبح ريتشارد مضطرًا لمواجهة الحقائق التي أخبره بها الطبيب، أدرك أن هناك بعض العلامات التي كان يجب ألا يتجاهلها. على سبيل المثال، كان ريتشارد رجل أعمال ناجحا.. لذلك، فإنه صدق كيت حين عادت إلى المنزل في وقت متأخر ذات مرة، وبررت ذلك بالانشغال بالعمل،

وبعد أن فكر ريتشارد مليًا في الأمر. وتذكر أن كيت قضت ليلة كاملة خارج المنزل، وقالت إنها في “رحلة عمل” إلى لندن. بالطبع لم تكن هذه المعلومة صحيحة على الإطلاق!

الزوجة الخائنة تحدت العلم ولكنها أقرت في النهاية بالحقيقة
كانت هناك أيضًا حقيقة أن هؤلاء الأولاد الذين تزعم كيت أنهم أبناؤه، لم يرثوا أيا من صفاته. لم يكن لأي منهم صفة واحدة في المظهر أو الشخصية تشبه ريتشارد.

ولاحظ ريتشارد حينها أن التوأم وأخاهما الأكبر ورثوا الكثير من صفات كيت، ولم يرثوا أي شيء منه. وتذكر ريتشارد أيضًا وقت حمل كيت، حيث اقترحت حينها تعليم أطفالهما تعاليم الدين اليهودي، بينما كان ريتشارد وكيت مسيحيين.

لم تذكر كيت هذا الأمر على الإطلاق حتى حملت بطفلها الأول، رغم أنهما كانا مرتبطين لسنوات قبل ذلك. وعنى ذلك أن أطفالهما سينشأون على اليهودية.

والسؤال هنا هو، لماذا أرادت كيت هذا الأمر بشدة؟ واكتشف ريتشارد حل هذا اللغز تدريجيًا. فقد بدأ في ملاحظة ملامح أولاده ومقارنتها بملامح الأشخاص الذين يعرفهم، ليكتشف من الذي كانت تخونه زوجته السابقة معه.

وبعد فترة من التفكير، لم تنطبق هذه المواصفات سوى على شخص واحد. لكن هل كانت كيت تخونه معه حقًا؟

وقرر ريتشارد الوصول لحقيقة الأمر، رغم صعوبة ذلك عليه.

كلما فكر ريتشارد بالأمر، كلما تزايد تأكده من شكوكه. فقد كان يعرف أن كيت ذهبت في رحلة العمل المزعومة هذه مع هذا الرجل، كما أنه يهودي الديانة.

وكان للأولاد العديد من السمات التي تذكره بهذا الرجل. لكن هذه الفكرة ما زالت أشبه بالمستحيل!

وقرر ريتشارد مواجهة زوجته السابقة، فكتب لها رسالة مطولة عبر البريد الإلكتروني، يشرح فيها كل ما وصل إليه حتى ذلك الوقت. وكان يأمل أن تعترف له كيت بكل شيء.

هل يمكن أن تصرح كيت بما فعلته؟

أخبر ريتشارد كيت بكل ما حدث. وقال إنه حين كان في مستشفى ليفربول لأمراض القلب والصدر، تم تشخيصه بمرض التليف الكيسي. وبالنظر لحالته الصحية، قال الأطباء إن فرص إنجابه لطفل واحد فقط تكاد تكون معدومة، ناهيك عن إنجاب ثلاثة أطفال!

بدا أن كيت قد قرأت رسالة البريد الإلكتروني بالفعل، لكنه لم يتلق منها أي رد.

ماذا عليه أن يفعل؟ لقد كان من حقه معرفة الحقيقة، أليس كذلك؟

اضطر ريتشارد لإرسال رسالة أخرى لكيت، وهنا تلقى أخيرًا ردًا منها، لكنها أنكرت فيه كل ادعاءاته ووصفت الاكتشافات التي وصل إليها بالهراء.

كما كان من ضمن ما كتبته له: “بالطبع الأولاء أبناؤك، مهما كان ما يقوله العلم”.

الزوج المخدوع يلجأ إلي تحليل الخامض النووي
لكن هذا الرد لم يُشعر ريتشارد بالرضى، فقد كان هناك الكثير من الأمور التي لا تبدو طبيعية. لذلك، قرر إجراء اختبار الحمض النووي ليكون متأكدًا 100% مما إذا كان بالفعل الأب البيولوجي لكل من أبنائه الثلاثة.

واتصل ريتشارد بابنه الأكبر، ويل، لإخباره بالأمر.

اضطر ريتشارد لإرسال رسالة أخرى لكيت، وهنا تلقى أخيرًا ردًا منها، لكنها أنكرت فيه كل ادعاءاته ووصفت الاكتشافات التي وصل إليها بالهراء.

واتصل ريتشارد بابنه الأكبر، ويل، لإخباره بالأمر.

حين سمع ويل، البالغ من العمر 23 عامًا في ذلك الوقت، سبب رغبة والده في إجراء اختبار الحمض النووي، كان رد فعله هادئًا بشكل مفاجئ. السبب وراء ذلك هو أن ويل لطالما شعر بغرابة عدم وجود صفات مشتركة بينه وبين والده.

وقال ويل لوالده: “على الرغم من احتمالية ألا تكون والدي البيولوجي، فإني سأظل أعتبرك أبي للأبد”. وكان ريتشارد سعيدًا لسماع ذلك خلال هذه المحادثة غير المريحة.

كان خوض هذا الاختبار صعبًا على كلا الطرفين، فلم يكن لدى أي منهما ضمانًا بأن هناك صلة أبوة بينهما.

شعر ريتشارد بحزن بالغ لكونه اكتشف هذه الحقيقة بعد 23 عامًا. وكان لديه أمل طوال ذلك الوقت أن يكتشف أن الأولاد الثلاثة من صلبه.

كما أن تشخيصه بمرض التليف الكيسي، كان يعني أن عمره المتوقع أقصر من المتوسط الطبيعي. وهو مرض خلقي وراثي غير قابل للشفاء، يتسبب في تراكم طبقة سميكة من المخاط اللزج في أعضاء الجسم.

كانت هذه فترة عصيبة على ريتشارد، بعد انتهاء ويل من التحدث إلى والده، قرر فورًا مواجهة والدته بالمعلومات التي عرضها عليه ريتشارد. ورغم إنكار كيت لهذه الادعاءات في السابق، فإنها لم تستطع الكذب على ابنها، واعترفت له بأنها كانت في علاقة مع رجل آخر منذ سنوات.

كان ريتشارد محقًا إذًا! لقد التقت كيت عشيقها السري هذا في محل عملها، واستمرت علاقتها به لأكثر من 20 عامًا.

وكان هذا الرجل مرتبطًا بامرأة أخرى أيضًا في ذلك الوقت،أراد ريتشارد كشف كل الحقائق، حيث اكتشف أن حياته مع كيت كانت مجرد خدعة كبيرة. واستشار روجر تيريل، خبير قضايا تزييف الأبوة، الذي نصحه بإجراء عدة فحوصات للتحقق من مستويات الخصوبة لديه.

وأكدت كل الفحوصات في النهاية، أن ريتشارد لم يكن قادرًا على الإنجاب.

أراد ريتشارد الآن معرفة الأب الحقيقي لأولاد كيت الثلاثة.

على الرغم من أن ريتشارد كان متأكدًا الآن من أنه ليس الأب البيولوجي لأبنائه الثلاثة، فإنه استمر في تأدية دوره كوالد ويل والتوأم. لطالما كان ريتشارد رجلًا محبًا لعائلته، وكان ويل فخورًا بأن يدعو ريتشارد والده.

ومع ذلك، لم يرغب ويل في أن يقاضي ريتشارد زوجته السابقة، فقد كانت والدته قبل أي شيء، ولم يرد أن يراها تواجه أية متاعب. ورغم أن ريتشارد لم يُرد إثارة استياء ويل، فإنه لم يعتقد أن أمامه أي خيارات أخرى بعد كل هذه السنوات من الغش.

رفع دعوى قضائية ضد كيت
واتخذ ريتشارد قرارًا نهائيًا برفع دعوى قضائية ضد كيت،استطاع ريتشارد الفوز بالدعوى القضائية بسهولة، وتمت التسوية بأن تعين على كيت دفع مبلغ تعويضي له تتراوح قيمته بين 250 و300 ألف جنيه استرليني، مع الاتفاق على عدم الكشف عن هوية الأب البيولوجي للأولاد.

لم يكن ريتشارد راضيًا عن هذا الشرط، لكنه وافق على الاتفاق، وشعر بأن جزءًا من العدالة تحقق، بعدما نالت زوجته السابقة جزاءها على أكاذيبها.

كما أنه كان سعيدًا بتلقي دعم “أبنائه” الذين تولى رعايتهم لأكثر من 20 عامًا.

كان هدف ريتشارد من الدعوى القضائية هو الدفاع عن قضيته، لا السعي وراء المال. فهو صاحب موقع MoneySupermarket.com الشهير، وتقدر ثروته بالملايين، لذا لم يكن بحاجة للحصول على نقود من زوجته السابقة.

لكن هذا لم يمنع تولد مشاعر مختلطة لديه تجاه الأمر. فقد دفع لكيت عدة ملايين من الجنيهات الإسترلينية في السنوات التي عقبت طلاقهما، نفقة للأولاد الذين لم يكونوا حتى أبناءه.

وقال ريتشارد: “بشكل أساسي، دمر هذا الحدث حياتي بالكامل”.

ليس شعورًا جيدًا أن يقول لك أحدهم: كل ما تعرفه في حياتك، وكل الأمور التي تعتبرها من المسلمات، هي في الواقع غير حقيقية. أنت لست أبًا، ولا يمكنك إنجاب أطفال، ولن يحمل أحد اسمك من بعدك”.

كانت هذه كلمات ريتشارد، الذي أصبح في ذلك الوقت رجلًا محطمًا، خاصة بعدما وقف اثنان من الأولاد الثلاثة في صف والدتهما، وقطعا كل سبل الاتصال بريتشارد.

وتدهورت صحة ريتشارد المسكين، أيضًا بعد ذلك لتتواصل مأساة المليونير.

ضعفت قدرة رئتي ريتشارد لتصل إلى 12% في السنوات الأخيرة، ويبدو أنه سيكون بحاجة لجهاز تنفس صناعي في المستقبل القريب.

لكن لحسن الحظ، وجد ريتشارد الحب مرة أخرى، وتقف حبيبته إيما إلى جانبه خلال هذا الوقت العصيب. لكنها للأسف واجهت مشاكل صحية هي الأخرى، حيث أصيبت بسرطان الثدي، وخضعت لجراحة استئصال ثدييها ورحمها.

وقال ريتشارد مؤخرًا: “لو كان بإمكاني تحقيق أمنية واحدة، فستكون أن يصبح لي دور في حياة أولادي مرة أخرى”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock