ليس صدفة.. فجدّه خائن ورضع حليب الخيانة.. قصة “أبو رغال” أخون العرب “فيديو”
تركيا رصد // متابعات
ليس صدفة.. فجدّه خائن ورضع حليب الخيانة.. قصة “أبو رغال” أخون العرب “فيديو”
“الخيانة” مصطلح اتفقت جميع المجتمعات على مر التاريخ بأنه أقذر فعل يقوم به الإنسان، لما له من آثار سلبية على المجتمع والدول والحضارات،
والخيانة على مر التاريخ فعلت مالم تفعله الجيوش الجرارة فقد حطمت احلاماً ودمرت دولاً وجعلت الضعيف يغلب القوي وصاحب الحق يخسر حقه أمام الظالم.
وكانت العرب قبل الاسلام ورغم جاهليتهم إلا أنهم كانوا يمتلكون الكثير من الصفات الحميدة والأخلاق السامية فكانوا مشهورين بالكرم والعفة وإجارة المستجير وإغاثة الملهوف وعدم الغدر والخيانة.
الخيانة لا دين لها ومنبوذة من الجميع على اختلاف دياناتهم وعاداتهم وحكمها لدى جميع الأقوام هو الموت وحتى الشرائع السماوية لم تشفع للخائن فحكمه الموت في كل الديانات.
ولكن الخائن الذي سنقوم بسرد قصته تختلف خيانته عن باقي الخيانات فلم يدل العدو على دولته ولا عرضه ولا مال وثروات قومه لأن العدو لم يأت لسبي الاعراض ونهب الاموال بل جاء لهدم أكثر شيء مقدس عن العرب آنذاك وهو بيت الله الحرام “الكعبة”.
وأبو رغال شخصية عربية توصف بأنها رمز الخيانة، حتى كان ينعت كل خائن عربي بأبي رغال. وكان للعرب قبل الإسلام شعيرة تتمثل في رجم قبر أبو رغال بعد الحج.
وظلت هذه الشعيرة في الفترة بين غزو أبرهة الأشرم حاكم اليمن من قبل النجاشي ملك الحبشة عام الفيل 571 ميلادية وحتى ظهور الإسلام.
وأبو رغال هو الدليل العربي لجيش أبرهة، فما كان الأحباش يعرفون مكان الكعبة وكلما جاؤوا بدليل من العرب ليدلهم على طريق الكعبة يرفض مهما عرضوا عليه من مال، ولم يقبل هذا العمل سوى أبو رغال فكان جزاؤه من جنس عمله أن نعت كل خائن للعرب بعده بأبي رغال.
وأصل الموضوع أن أبرهة الحبشي بنى بيتا سماه القُلَّيْسَ، وأراد أن يحول العرب من الحج للكعبة إلى الحج لبيته الذهبي هذا بصنعاء اليمن، وما كان للعرب أن يتحولوا عن بيت الله ولو نصبوا فيه الأصنام، فغاط أعرابي في بيت أبرهة يوم تدشينه وافتتاحه،
فأقسم أبرهة ليهدمن الكعبة التي يصر العرب على الحج إليها دون بيته القليس الذي بناه باليمن، وجهز جيشا يتقدمه فيلٌ لهدم الكعبة، ولكنه وجنوده كانوا لا يعرفون الطريق إلى مكة، فهم أحباش، فكانت الحاجة إلى دليل.
ولم يرض بهذا العمل من بين عرب اليمن سوى أبي رِغال، وتقدم أبرهة خلف دليله نحو بيت الله، ولم يكن لأهل مكة وزعيمهم عبد المطلب بن هاشم قِبل بصد الجيش،
واستولى الجيش على إبل لزعيم مكة عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الذي اخلى مكة من سكانها وصعدوا لجبالها تاركين البيت لربه يحميه فهم في ذلك الوقت لا قبل لهم بجيش أبرهة ولما قابل عبدالمطلب بن هاشم أبرهة ليفاوضه طلب منه الإبل قائلا أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه
وأرسل الله على جيش أبرهة الأشرم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول وهلك الجيش ومعهم أبورغال وبقى بيت الله وولد في عام الفيل محمد رسول الله 571م
بعد أن انتهى أبرهة الحبشي من بناء القليس أراد أن يحول قبلة العرب من الكعبة في مكة المكرمة إلى القليس في صنعاء ليحجوا إليه، فجهز جيشاً جراراً فيه فيلة كبيرة ليغزو مكة المكرمة ويهدم الكعبة
وكان أبو رغال هو دليل أبرهة الحبشي إلى مكة المكرمة, وكان ذلك في نفس العام الذي ولد فيه النبي محمد وسمي عام الفيل.
ويشار إلى أبي رغال في كتب التاريخ العربي باحتقار وازدراء لأنه لم يعرف عن العرب في ذلك الحين من يخون قومه مقابل أجر معلوم.
ويطلق لقب أبو رغال على كل من خان قومه لمصلحته الخاصة.
قال ابن كثير في كتابه البداية والنهاية : «والجمع بين هذا وبين ما ذكره ابن اسحاق أن أبا رغال هذا المتأخر وافق اسمه اسم جده الأعلى، ورجم الناس قبره كما رجموا قبر الأول أيضا، والله أعلم.»